أسئلة ما بعد الثلاثين
بقى لي كتير أوي ما اكتبش حاجة لأني حاسة أني مافيش حاجة أقولها. أو بمعنى أصح لأني دوائري الاجتماعية اتغيرت بشكل كبير (أيوة أنا بقى عندي صحاب استريت - وأيوة أنا ندمانة شوية بس هما مش وحشيين أوي كده) واختلاطي بالكومينتشي قل بشكل كبير بقيت شوية اررلفنت. الأول ده كان مخليني أحس شوية بالمرارة أو التمييز اللي بيحصل في مجتمع الشواذ بناء على السن أو الفئة العمرية. فجأة بعد ما كنت جيل منة شلبي وروبي بقيت جيل الهام شاهين ونبيلة عبيد. طبعا كل وقت وله عطاءه زي ما بيقولوا ومافيش حاجة تعيب أي واحدة أنها تتحول تبقى ميلف. إطلاقا. بالعكس ده بيثري حياتها الجنسية بشكل كبير بس بييجي على حساب حياتها العاطفية لأن بتنقطع صلتها بالفئات العمرية الأصغر آند شي ستوبس بيج كوول آند شت لايك ذات. في الأول كنت سعيدة بدور الميلف وكم الشباب الهيجان اللي بيسقط تصورات عجيبة عليا اللي كتير بحس أنها مش بالضروري ليها علاقة مباشرة بيا. ممكن طبعا يكون عندي نوازع أمومية بس ده مش معناه أني آي فت ذا ستيريوتايب كومبليتلي. الأول اتسحلت فثي دوامة السكس مع العيال اللي في العشرينات (راجع البوستات السابقة) وكان الموضوع لطيف الصراحة. يعني أنا كزيزي انبسط. بس شوية خلاص لحظات المتعة العابرة ديه لامؤاخذة ما بتملاش الفراغ العاتشيفي الواحدة بتحس بيه. ومهما عيال هيجانة حاولوا يعلقوكي في الآخر كل واحد عايز يجيبهم ويخلص. بعد فترة زهقت.
وزهقت من نفسي بردو. لأني مش عايز كل يوم أتعرف على ناس جديدة واضطر أعيد تمثيل نفس المشهد بتاع:
هو *في حالة انبهار*: أنتي زي كده في سلام مع نفسك؟
أنا *بكل ملل*: أنا بقى لي 16 سنة باعلق رجالة من ع النت - ده مش سلام نفسي يا حبيبي ده اسمه ملل
هو *مذهول*: 16 سنة؟ ده أنتي نمتي مع مصر كلها بقى؟!
أنا *بنفس الملل*: أمك هي اللي نامت مع مصر كلها يالا! قوم غور جتك مصيبة تاخدك..
وهكذا دواليب
وفي نفس الوقت من خلال نقاشات طويلة مع صديقة عزيزة عليا جدا (بنت من مصر الجديدة - برجوازية زيي وكل حاجة) قعدنا نتناقش عن طبيعية علاقات المثليين في مصر وايه هي فرص حدوثها أو استمراها وصديقتي العزيزة نبهتني لحاجة مهمة جدا: أن احنا محبوسيين في دايرتنا الاجتماعية والاكسبكتايشونز اللي دوايرنا الاجتماعية بتفرضها علينا واللي احنا مانقدرش نهرب منها. قعدت فترة حاسة أنها غلطانة وأني أكيد الحاج كارل ماركس وتحليله الاجتماعي مش بالدقة ديه. قلت في نفسي أكيد في فرصة أني أقابل ناس من دواير اجتماعية مختلفة وممكن بحصل بينا كيميا (أشياء أخرى) وهوب نخش في علاقة. وقلت أنا هاعمل تجربة. أنا هافتح الأبواب على مصرعيها (الأبواب مش رجليا يا شراميط) وكل شخص ظريف أقابله -مهما كانت خلفيته الاجتماعية وهيك شي- أنا هجرب أن احنا نخش في حاجة جد. وقلت في نفسي أكيد في ناس عادية وطبيعية عندها نفس الرغبات والاحتشيجات العاطفية ومستعدة هتخش في علاقة أيا كانت شكلها.
طبعا أنا غلطانة واستاهل ضرب الجزم.
مش بس لأن الواحد فعلا ما يقدرش يتجاوز طبقته وواقعه الاجتماعية - لأ ده كمان فكرة العلاقات اللي بتحاول تتخطى الخطوط اللي بتحدد الخلفية الاجتماعية غالبا بيبقى فيها شبهة استغلال. أسوء أنواع الاستغلال الحقيقة. مافيش حد قابلته من الطبقة المتوسطة (الدنيا والمتوسطة البسيطة) إلا وكان عنده قناعة عجيبة أنه أنا لازم بفرضية أن حالتي الاجتماعية أحسن منه يبقى لازم لازم أساعده بشكل أو بآخر. ويبقى اللي بيحكم العلاقة ديه هو أندلس ريبلاي أوف أسوء أنواع المظلومية. بشكل رخيص وفج. ويبقى دوري ينحصر في أني أبقى الثرابست بتاع شخص الزمن مال عليه ويربطني بيه حس المسئولية اللي قوام وأساس الحس ده أنه تعطف وتكرم ونام معايا. طبعا ده الشعور البديهي عند كل الرجالة. أنه لما ينام مع حد فهو بيدي له أجمل هدية: بتاعه وسوائل جسمه الحيوية. ومافيش حاجة أغلى من كده عند أي راجل.
وده يفترض أني في ساعتها أشعر بامتنان عميق و أحس أني أنا لازم أديله حاجة في المقابل حتى من غير ماهو يقول. طبعا أنا لا عندي شعور بالامتنان ولا نيلة ومش شايف أن أي حد أداني حاجة هو ماخدش قصادها حاجة. المعضلة الحقيقية أن هل فعلا الفروق الاجتماعية و كوني أن ظروفي أحسن من غيري ده بحتم عليا أني كل مرة أنام مع حد من طبقة اجتماعية مختلفة أني أنفذ الواجب الأخلاقي ده؟ يعني أكيد مش خلاف على المسئولية الاجتماعية اتجاه من هم أقل حظا والسعي لتمكينهم (بشتى الطرق) لحياة أفضل. بس ليه لازم ده ييجي في إطار علاقة سكس ويخيلي الموضوع كله في شبهة أو بعد استغلال واضح ولا يمكن الهروب منه. دلوقتي أنا مش عارف أنا هاساعد حد علشان أنا مقتنع أنا عايز أساعده ولا علشان هو عنده التوقع ده بعد ما أنام معايا؟ #كسم_حياة_الميلف
Comments