النبع الجاف



(بمناسبة عيد الحب و الفلانتيم و وفاة ويتني هيوستون، الله يرحمك يا ويتني، أتس ذي اند أوف آن ارا جيرلز! *تنهيدة* - قررت أن البوست ده هيبقى فيه سنة جو رومانسي و آي ويل أولوز لوف يو و كده - مع الاعتذار للأخت اللي كانت عايزة بوست فيه كل حاجة مع بعضها: سياسية مع حب مع سكس، كله على بعضه، معلش يا حبيبتي، المرة الجاية بإذن الله و لا أراكم اللهُ مكروهً في عزيزٍ لديكم)

سِنس إن أيامي في الكوميونتي معدودة (ليالي العمر معدودة على رأي شادية)، و لن يشفع لي عدد السنوات اللي قضتها "خدمة في ثانوي"، و هما يتجاوزوا عقد من الزمن، و كان غيرك أشطر يا عينيا و ما كنش يتعز يا روحي و هي دي سنة الحياة و كل واحدة مسيرها تعدي بالمرحلة ديه - "سن اليأس يا بنات! سن اليأس! أقولكو ايه على سن اليأس!" (الله يرحمك يا سناء) - (و هي أنك تتمي 30 سنة، و هذا هو آخر المطاف، بعديها تسلمي النمر و تدي "الشعلة" للجيل الجديد و تخديلك سكة يا روح أمك أو تغيري نوعك و تقلبي تراني أو مسل ماري و سلملي على الباذنجان (على رأي نادية الجندي) و هي المرحلة ديه جت و جاء وقتها و قبل ما القطار يصفر و زي ما سيدة القطار اعتزلت بعد الدور ده على طول (الله يرحمك يا ليلى)، زيزي رُخرى هتسلم النمر و هتعمل كام دور، آند باي دور آي مين انيثينج ذت أز ريموتلي انترستنج (و ده مش زي "تعمل واحد" علشان أصحاب العقول الخفيفة بس يعرفوا الفرق) قبل ما يجي عليها الدور

أنا فاكرة زمان و أنا صغيرة، إخواتي (إخواتي بجد، بنات بجد مش زينا كده) غصبوا عليا اقرا روايات مصرية للجيب، لأ مش بس كده، لأ دول غصبوا عليا اقرا سلسة "زهور" كمان! و اللي ما يعرفوش زهور، زهور ديه كانت تمصير لمليز آند بونز، روايات "رومانسية" للجيب، للشعب المصري العاشق للرومانسية (كان مكتوب على ضهر الرواية - "روايات لا يخجل الآباء من وجودها في البيت" آه و ربنا) و كانت عاملة كده زي بروفيليات المان جام اللي بيتكتب فيها "توب رومانسي"  و تلاقيه ماسك جيتار  و حاطط كلام أغنية لوردة (سنس أن وردة هي التجسيد الحي لذوقيات و جماليات المفتعلة، البلدي) و كان أغلبها تعبان نيك، بس كان بيسيلي! المهم كان في مرة رواية قرأتها، كان اسمها "النبع الجاف" و قبل ما أي شرموطة تستظرف وتقعد تقول "دي كانت قصة حياتك؟ ههههههه" ، لأ يا كس أمك ما  كانتشي قصة حياتي، أكتشلي هي كانت عاملة زي مسلسل ذئاب الجبل (اللي عاصر منكوا ذئاب الجبل بقى) شوية، اتنين من الصعيد بيحبوا بعض، بس من عائلات متناحرةـ بيتضطرهم الظروف يبعدوا عن بعض و يستنوا لحد ما اللحظة المناسبة تيجي. وفاكرة كان مكتوب على ضهر الرواية "هل سيجري نبع الحب بينهما، أم يتحول إلى النبع الجاف؟" طبعا عارفة أن في كذا حد هيشخر و كده بس أنا عجبتني فكرة النبع ، و الانتظار، والطروف المعاكسة، وفكرة المشاعر التي تنضب.. أثرت في نوعا ما وعلقت في ذهني تلك الصورة: النهر الذي ينضب
ده الي أنا حاسته لما بتعدي السنين و الظروف ومجريات الأمور تخدك شوية بشوية بعيد عن اللي كنتي عايزها أو بتتمنيه. 
 و كأنك و أنتي صغيرة، كل حاجة موجودة بءكسس (لأ مش جمع كس يا شرموطة)، المشاعر، الأحاسيس، الأفكار، باشون (لأ مش القبيلة اللي في أفغانستان)، كلها حاجات ذت يو تايك فور جرانتد و ما بتفكريش، ولو للحظة، أن هي ممكن تخلص أو تنتهي أو تقل أو تقل حدتها، كأنها عاملة زي النهر، على قد ما الفكرة مبتذلة، لكن ده اللي أنا حاسته، أسبشلي في مجتمع متحددة فيه مسار الهويات المختلفة و محددة بأطر و بروسسيز معينة، إحساس أن حاجة ممكن تخلص أو تنتهي بيعمل قلق وجودي و تعاسة مجردة بنت كلب.
و كأن في لحظةً ما بتعرفي "دورك" أو الإطار اللي المجتمع حدده ليكي، قدامك وقت محدد، فاصل زمني معين، بعديه تكون اللعبة خلصت و يسدل الستار و كأنها فعلا "مونودراما" من فاصل واحد.
و ده مش البكاء على الأطلال و الحب الذي كان، و رفض الواقع، إن أي حد مصيره هيكبر وبالتالي دوره أو المتوقع منه كشخص هتغير، و لكن هي الفكرة أن في مجتمع الخولات الأدور بتتغيّر بسرعة جدا و ماحدش بيقولك أنتي مفروض تعملي ايه بالظبط! فجأة حد بيزؤك على المسرح، و أنتي و حظك و فجأة ذا لايتس جو أوف و الدنيا تقلب ضلمة.
و ممكن تكوني أنتي مندمجة مع الدور، و اتسلطنتي أوي، و بتعملي عُرب كمان و بدأتي ترتجلي و بدون أن تدري تكتشفي أن المسرحية انتهت، ذا ميوزك هاز ستوبت، و أنتي لسه حاسة أن أنتي مخلصتيش..
خلصتي ايه بالظبط؟

كل الحاجات اللي أي واحدة عايز تعملها: تتعرفي على ناس جديدة (أكيد طبعا خولات زيك)، تروحي برتيهات، تخربيها في البرتيهات، تصاحبي واحد ابن وسخة يطلع دين أمك و تسيبيه أو يسيبك و تبدأي في علاقة تانية فاشلة و هكذا، تندمجي مع المجتمع ابن القحبة بتاع الخولات و تبدأي تفكري في مستقبلك و عايز تعملي ايه،......... إلخ إلخ إلخ
ده اللي أنا قصدي عليه. ذا لَصت فور لايف اللي عند أي بنت لسه داخلة السين و اللي ما بتلحقش بيفور شي ريالازز أنه نمرتك خلصت يا حلوة و قصري علشان وراكي كوم عيال عايزين ياخدو دورهم هما كمان.
طب تعمل ايه؟
أهو الزمن بيلف و يدور و "هي" (أيوا "هي" تاني، اللي عندها حكايات و حكايات) شايفة اللي بيحصل و عمالة تفكر أينضبُ النهر يوماً وباقي من الزمن القليل؟
"هي" هجّت، و هربت و طَفشِت و راحت و قالت عدُوا لي..
"هي" ما صدقت فاتت بلاد و هامت على وجهها دون أن تدري - إلى أين و أين المفر؟
يوم هنا، أسبوع هناك، سنة هنا، شهر هناك، في أي حتة بعيد عن البلد ديه. وفي لحظة كئيبة بنت وسخة، عاملة زي روايات تنسيي وليومزـ كانت بتهرب من بيت لبيت ومن سرير راجل لسرير راجل تاني  وتعدي الأيام و تمر الليالي وفجأة تفتكر أن هي ماعندهاش إقامة، ماعندهاش "حق البقاء" (هو الواحد لازم يبقي يهودي و أهله يتحرقوا في المحرقة علشان يعرف ياخد حق البقاء؟؟!)، أن هي ماعندهاش "تصريح عمل"، أن هي "غريبة" بكل ما تحمله كلمة غريبة من معاني و دلالات، و كل دليل بيان، و كل اللي بان هو استحالة الفكرة و صعوبة تحقيقها، و تصبح هي كسيرة القلب، مشغولة البال .... يا الله! هي اتكتب عليها تلف الأرض بلد بلد لحد ما تلاقي"مخرج"؟ بس مخرج من ايه؟ و مخرج لأيه؟
هي المشكلة تم اختزالها في المكان و الناس؟
هي المشكلة بس أن المكان ده بذات (أيوا مصر يا روح أمك) يجنن أي حد؟
ولا هي المشكلة استحالة أن أي حد يعمل أي حاجة في المكان ده؟
أو أن أي حد يلاقي الشخص المناسب في المكان ده؟
أو أن حد يعرف يعمل حاجة أو يلاقي حد بيفور أتس تو ليت؟
و علشان بس القفلة الدرامية "هل سيجري نبع الحب بينهما، أم يتحول إلى النبع الجاف؟"

Comments

Anonymous said…
عالمة و النبى

اربعة و واحد عليكي يا حاجة
Anonymous said…
eehehheheeh akeed de el wa23ah riri eli 3amalet el comment el habet da ( safrnaki we satetnaki ne3mel feki ba3d keda - zizi i love it and FYI el kalam el abee7 eli enti aylah da khadash 7aya2i hehehehe alfazek ya madam shewia mesh ma32ola keda hehehe
rabena yenfokh fel nab3 keda isa we yefagar wedyan we mara3i ya habibi 7awaleen el nahr isa mowaaaah

Popular Posts